فضاء حر

لأجل اليمن يا مشائخ ويا إخوان …تواضعوا

يمنات
تعلمت من الحزب الاشتراكي أن أقف مع المظلوم ، وأن لا أسكت على خطأ حتى لو كان عندي، وأنا هنا أعترف بأني كنت قاسي جدا في نقدي على المشائخ والإخوان، كون سياساتهم وتصرفاتهم تعود بنا للوراء دائما، فأتمنى من المشائخ أن يتنازلوا عن هذه الصفة التي تسبق أسمائهم ويفاخروا بما قدمته هذه الأسماء المجردة من الصفة لهذا الوطن، وأن يؤمنوا بالمواطنة المتساوية، ويعتبروا النظام والقانون هو شيخ الكل، وليكن التسابق والتنافس في خدمة الوطن والالتزام بالنظام والقانون لا بالألقاب والتعصب والفوضى، وأن ينبذوا ظاهرة التفاخر في أن هذا شيخ وهذا عبد أو جزار أو حلاق، ويؤمنوا بتحقيق الهدف الأول من أهداف ثورة 26 سبتمبر..
أما إخواننا في الله فأتمنى عليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث في مصر، ويخلعوا رداء غرورهم بالكثرة، وإمتلاكهم للمال، وسيطرتهم على نسبه عالية من الوسائل الإعلامية، ويوظفوها في البناء والجمع، لا الهدم والتفرقة، وأن يعلموا أن قوتهم ليس في امتلاكهم للمال والسلاح، وإنما في كسب حب واحترام الشارع لهم ، وعليهم الابتعاد عن التعصب الحزبي، بالتعامل مع الكل كحزب واحد يجمعهم وطن، وعليهم أيضا أن يتحلوا بالقناعة ويوقفوا شرههم الزائد للسيطرة والاستحواذ على السلطة، فكلما زاد طمعهم بها سارع بسقوطهم، وأهم ما يجب عليهم تركة لكسب ود معارضيهم هو (الكذب) أو المزايدة والتضخيم للأحداث كونها أصبحت علامات تميزهم في وسائل إعلامهم الكثيرة، أو على الأقل يصححوا المعلومة الكاذبة كنوع من الاحترام لمتلقيها، وإظهار الأحداث كما هي سواء كانت تخدمهم أو ضد مشروعهم ، وأن لا يفجروا في الخصومة، فالاختلاف في الرأي لا يعني العداء، ومن أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن الحبيب لابد من الانفتاح مع الآخر، والقبول بالتعايش مع مختلف الأديان والمذاهب، فلا يعقل أن ينجروا لفتح حروب مذهبية وطائفية وهم يطمحون للسيطرة على كل مفاصل الدولة، فهذه الحروب لا تخدم إلا أعداء اليمن، ولن يكون الخاسر فيها إلا من سعى لتأجيجها وقبل الدخول في وحلها، فاليمن تحتاج إلى التآخي والتعاون ورفض لغة الحروب والاستقواء بالسلاح، فقد جربت هذه الأساليب ولم ينتج عنها إلا الدمار والتمزق وإيتام الأطفال وترك جروح غائرة لم تندمل حتى يومنا هذا..
فيا مشائخ و يا إخوان رفقا بهذا الجسد الناحل، فلن يعيد العافية إلية إلا إخلاصكم له وتفضيل مصالحة على مصالحكم.

زر الذهاب إلى الأعلى